عراق اونلاين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


Iraq online
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 د رَسَائِل تَثبيت الإيمَان -15-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الحلوة
مدير المنتدى
مدير المنتدى
الحلوة


انثى
عدد الرسائل : 104
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 14/07/2008

د رَسَائِل تَثبيت الإيمَان -15- Empty
مُساهمةموضوع: د رَسَائِل تَثبيت الإيمَان -15-   د رَسَائِل تَثبيت الإيمَان -15- I_icon_minitimeالإثنين يوليو 21, 2008 6:52 pm



د
رَسَائِل تَثبيت الإيمَان -15-


رَسَائِل تَثبيت الإيمَان
(15)
نحَو الإيمَان


تأليف الشيخ عَبْد المَجيد الزّندَاني

طريق الإيمان


وإذا
تفكرنا في شأن الإنسان وجدنا أن خالقه قد منحه قدرة على العلم والمعرفة
والتمييز بين الحق والباطل والضار والنافع فخلق له الأدوات التي يتمكن بها
من تحصيل العلم واكتسابه وتمحيص الحق من الباطل فإن اهتم ببحث الحق وحرص
على اتباعه فاز وانتفع وإن تجاهل أمر الحق وخالفه خسر خسراناً مبيناً قال
تعالى:
﴿إِنَّا
خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ
سَمِيعًا بَصِيرًا(2)إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا
وَإِمَّا كَفُورًا(3)إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلًا
وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا(4)إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ
كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا﴾

وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ
أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا
وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ ﴾
.

وبعد
أن قدر الله للإنسان أن يكون عاقلاً مميزاً عالماً مختاراً ومنحه أدوات
العلم والتمييز أمره ربه أن يسلك سبيل العلم وأن ينتفع بأدوات العلم لديه.
وأن لا يتبع أمراً لا علم له به. وأنه سيكون مسؤولاً عن الانحراف الذي
يسير فيه بعد أن خلق له ربه وسائل العلم والمعرفة وتمييز الحق من الباطل.

قال تعالى:﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾
فلا عذر لإنسان بعد ذلك إن هو سلك طريق الضلال، قال تعالى: ﴿بَلْ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ(14)وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾ .



فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ


وإذا
كان خالقك هو الذي منحك هذا البصر وأنت قطعة صغيرة من اللحم والدم
والأخلاط في بطن أمك، فزودك بآلة إدراك النور، وأنت في الظلمات في بطن أمك
وجعلك قادراً بهذا الجهاز على رؤية القريب والبعيد وتمييز الأشياء من حولك
فتمكنت من السعي البصير في هذه الأرض وشاهدت ما يأتي إليك وراقبت ما يصدر
منك من كل ما يقع تحت رؤيتك.

وإذا
كان خالقك هو الذي منحك السمع للأصوات وأنت في عالم السكون في بطن أمك
فزودك بآلات السمع الدقيقة المحكمة التي عرفت بها الخطاب الموجه إليك،
وعرفك غيرك ما يريد وسمعت بها ما جهلت، وجمعت بها علوم غيرك إلى معلوماتك
وبهذه الآلة السمعية تمكن الإنسان أن يتخاطب مع أخيه الإنسان من إنشاء هذه
العلاقات التي يرضاها مع غيره كما تمكن من سماع الأصوات المختلفة التي تقع
في نطاق سمعه.

وإذا
كان خالقك- سبحانه- هو الذي منحك قوة العقل والفهم والوعي والتمييز بين
الحق والباطل والضار والنافع، فتميزت بهذا الفؤاد الواعي عن الأنعام التي
تشترك معك في السمع والبصر وركب هذا الفؤاد فيك فتمكنت من معرفة ما ينفعك
فسخرت به الجبال والبحار، وطوعت به النبات والحيوات، وغصت به في أعماق
الماء وطرت به في الفضاء. وحسّنت به عيشك في هذا الدنيا فسعيت لما ينفعك،
ونغّصت به عيش خصومك، فوجهت إليهم ما يضرهم. وبغير هذا الفؤاد العاقل تكون
في عالم المجانين، فضلاً عن أن تصنع الآلات أو تخترع المخترعات أو تبني
المساكن أو تزرع الأرض.

وإذا
تأملت أيها الإنسان إلى نتيجة حياتك بدون سمع وبصر وفؤاد عاقل فسترى أنك
تعجز أن تنقل نفسك من مكانك إلى مكان آخر يناسبك، وستعجز أن تجد طعامك
وشرابك كما تعجز أن تحفظ نفسك من أي خطر يتوجه نحوك من حيوان أو إنسان

وعندئذ يكون الموت أحب إليك من هذه الحياة العمياء الصماء غير العاقلة.
وإذا
كان الأمر أيها الإنسان كذلك، ألا ترى أن أول واجب عليك هو أن تستخدم هذه
الأدوات التي خلقها لك خالقك لتتعلم ما جهلت- في معرفة خالقك ورسوله،
والتعرف على مشيئة من خلقك وأوجدك، ولو منع الله عنك السمع والبصر والفؤاد
ما تمكن أحد من الناس الذين تعلقت بهم أو أطعتهم أو الأوثان أو الطاغوت
بكل صوره أن يهب لك سمعاً أو بصراً.

قال تعالى:﴿قُلْ
أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ
عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انظُرْ
كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ﴾
.

وهكذا
يرى العاقل أن عليه أولاً أن يستخدم أدوات العلم التي منحها له خالقه في
العلم بأمر خالقه والعلم بمرضاته، والعلم بما جاء به رسول ربه إليه قال
تعالى:
﴿فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾. فنكون بذلك مع المطيعين الشاكرين الذين قالوا:﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾


كما يرى العاقل أن أول واجب عليه هو أن يمتثل لأمر ربه القائل:﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾فيأخذ
عقيدته بعلم ويقين حتى يكون من أهل الإيمان الراسخ الذي لا يتزلزل وليكون
من أهل العقول الذين أبصروا بالعلم حقائق الإيمان بالله ورسوله، ويرفع
نفسه من درجة العُمي الذين لا يعلمون أن ربهم هو الحق وان رسول ربهم حق قد
جاءهم بالحق. قال تعالى:
﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ
أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
د رَسَائِل تَثبيت الإيمَان -15-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عراق اونلاين :: المنتديات العامة :: المنتدى الديني-
انتقل الى: