Admin مدير المنتدى
عدد الرسائل : 84 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 12/07/2008
| موضوع: ليتهم لا يكبرون الجمعة يوليو 18, 2008 5:10 pm | |
| ليتهم لا يكبرون
ضحكت نورا بسرها وهي تتطلع إليهم وهم يمرون أمامها بينما هي تنتظر سيارة العمل التي تأخرت هذه المرة
مرت فتاتان صغيرتان تشكلان ثنائياً غريبا مضحكاً وممتعاً.. فإحداهما تقفز مرحا وقد تناثرت خصلات شعرها مبعثرة وجديلة ربما جدلت منذ يومين لا تميزها إلا بالتدقيق بالنظر إليها لكنها كانت كأنها ملكت العالم .. والأخرى تسيرببطء رافعة رأسها بشموخ وتعالٍ وجديلتاها تلمعان بشريطين ناصعي البياض وهندامها مرتب جدا تبتسم وكأنها مجبورة على مجاراة ضحكات صديقتها لكن ما يبدو إنهما متفقتان على الصداقة رغم صغر سنهما
" ... وقلت لها أريد غسل الصحون بصراخ وأنا اعرف أنها ستمنعني ههههه لكني كنت افتعل الزعل كي لا تقول لي ادرسي ههه.. وماما.."
قطعت حديثها الصغيرة ونظرت إلى نورا وكأنها تراها كعملاقة فحيتها بابتسامة" أهلا.."
" أهلا.. ما اسمك.."
لكنها لم تجب لان صديقتها تلك التي ترفع رأسها بشموخ ظهر عليها الضيق وقالت
"هيا لقد تأخرنا..سيرن جرس المدرسة"
فضحكت نورا وهي تدرك إن تلك تغار من هذه
بعد ثوانٍ سمعت أصوات مجموعة من الأولاد تبدو عليهم ملامح المراهقة .. هي اكبر منهم ربما بعشر سنوات لكن ما جعلها تكتم ضحكة كادت تنفجر منها عندما مروا بقربها فقال أحدهم
" ما أروع عينيك... والله حلوة فقط انظري إليّ"
وقال الآخر
"إنها ستنظر إليّ فأنا أجمل.. "
فضحك البقية وأخفضت رأسها خشية أن يروها تضحك فيظنون إنها أعجبت بهم.. وهي تضحك على عقولهم الصغيرة فهي كخالتهم .
نظرت في ساعتها وهي تتمنى أن تتأخر بعد... فلقد كانت منذ زمن تهوى مراقبة الصغار والناس وكل حركاتهم وأفعالهم..
كم أعجبها هذا المنظر وكم تمنت أن يكون معها جهازها النقال كي تصوره..لكنهم منعوه في العمل لان به آلة تصويروعملها سري نوعاً ما
فلقد مرت فتاة صغيرة لا تكاد تصل إلى خصر نورا ومعها ربما أخوها يبكي لأنه سيذهب للمدرسة وهي تعامله كأمه وتحدثه بحنو شديد كأنها فتاة راشدة صغيرة الحجم كالقزم
"حبيبي لا تخف.. سنأكل هناك... وأنا ساكون معك"
وهذا لازال يبكي فأعادت محاولتها وهي تحتضن كتفيه بحنو بالغ وتحثه على التقدم
"مامة قالت بأنها ستصنع لك الحلوى التي تحبها"
والغريب إن نورا ملت من بكاء الصغير وأخته لم تمل بل كانت تقفل عليه سترته الصغيرة تحميه من البرد وترتب بنطلونه .. ظلت تنظر إليهم متمتعة وكم تمنت أن تسمع بقية ما سيحدث لكن مع الأسف لقد وصلت سيارة العمل أخيراً
ابتسمت بحزن وصعدت السيارة لكنها أدركت شيئاً واحداً
هؤلاء الصغار والمراهقون... لم يعيشوا في الدنيا بعد...
ليتهم لا يكبرون
| |
|